نحن بشر، ولا بُد أن نتأثر مهما حاولنا وجاهدنا في عدم الاستماع للآخرين أو كما يُشاع بـ “كلام الناس” هُنا كلام من قلب سمر لكم، اعذروا عاميّته وفصاحته هذه المره، لأنني أردت أن يصل إلى قلوبكم بأي وسيلة كانت ♡
كلام الناس وما أدراك ما كلام الناس! لمتى ونحن نقضي حياتنا بتأثر مُميت من كلام الآخرين! أكثر ما يؤرقني ويُحزنني جدًا، حينما يصلني الكثير من الاستفسارات لأشخاص كُثر وتكون صيغة الإستفسار كالتالي: “نرغب بشدة في دراسة تخصص المحاسبة، ونحب التخصص، لكن الناس يقولون ليس له مستقبل، ولا يوجد وظائف بعد التخرج” !!
أشعر حينها بالعجز، وأحزن ويملكني الإستغراب مِن مَن يبني مستقبله وحياته وقراراته على كلام الآخرين! بدون أي وعي منه. صدقًا لو أننا أعطينا المجال للآخرين واستمعنا لما يقوله الناس “المحبطة” لن نتقدم خطوة واحدة للأمام! وسنبقى بنفس المكان!
نخاف من المجتمع ونظرته لنا؟ ماذا سيقولون الآخرين؟ بالمقابل سيتقدمون ونحن في نفس النقطة. لماذا نسمح لهم بذلك؟
لما تحب هواية معينة، تحب تخصصك، ابدع فيه! اجعله كتحدي لك حتى تثبت لنفسك اولاً ثم للذين اخبروك يومًا ما بأن “تخصصك ليس له مستقبل” !
انا اؤمن إيمان تام، ان كل تخصص في الدنيا، له أهمية كبيرة جدًا كل تخصص بدون أي استثناءات. ★
ليس لنا غنى عن المعلم، ولولاهم بعد الله لم نصل إلى ما نُحن به اليوم. ليس لنا غنى عن الدكتور، ولولاهم بعد الله ما كنا بصحتنا اليوم. “بعد الله”
ليس لنا غنى عن المهندس، ولولاهم بعد الله ما كنا في بيوتنا ومدارسنا وأعمالنا.
ليس لنا غنى عن المحامي، ولولاهم بعد الله ما انحفظت حقوق الناس. وكذلك ليس لنا غنى عن المحاسب والمالي والإقتصادي وغيرهم، ولولاهم بعد الله ما انحفظت اموالنا وتطورت بلادنا وازدهرات ..
والقائمة تطول! كل تخصص بدون استثناء مهم جدًا جدًا ☆
لابد تؤمن بتخصصك حتى تؤمن بنفسك! لما نلتفت حولنا ونرى ونكتشف كيف يكون أثر تخصصنا على حياتنا! في لحظات الإعلان عن ميزانية الدولة؟ وتسمع عن تفاصيل إيراداتها كيف زادت؟ كيف من الممكن أن نُغطي العجز؟ ونرى كيف تتطور الموارد المختلفة، وكيف تُبني الاستثمارات طويلة المدى، بتكلفة مقدرة ومستقبلية! وكيف النتائج والإيرادات المتوقعة؟
لما نرى كيف أثر هذه التفاصيل على حياة الفرد قبل أن يكون أثرها على الدولة، بدون المحاسبة والتمويل والإستثمار والاقتصاد والإدارة، وغيرها من التخصصات الكثيرة جدًا! لم نعرف هذي التفاصيل الدقيقة ولا استطعنا فهمها! ولا نزال في بحر العلم ننهل منه كل يوم ✩
ثق واؤمن بتخصصك، حتى يُجبر الآخرين أن يؤمنون بك وبتخصصك.
لا يخالطك ولو لمره واحدة! أن تُفكر وتقول ان تخصصي غير مهم! الآخرين دائمًا ما يقولون أنه غير مهم! وليس له مستقبل يُذكر! ايًا كان التخصص ايًا كان!
لا تسمح لأحد ايًا كان أن يُشتت تفكيرك، يُحبط عزيمتك، يمِس أحلامك ويُثبطك من تحقيقها. ما دُمت أنت مستمتع، سعيد، شغوف بما تعمل أو تدرس
امضي بكل قوة، طوّر نفسك، وثق أن المستقبل أمامك “القمة تتسع الجميع” ♡♡
بعضهم سيقولون لك؛ مصير المحاسب سيختفي في 2030 ! بيحل مكانهم تطبيقات، التطبيقات موجودة من اليوم ومن الماضي! وما زال الكل لا يستغني عن المالي وعن المحاسب، العقل البشري لا يحل محله شيء.
التطبيقات مين الذي يصممها؟ ومن الذي يشتغل خلفها؟ المحاسب الفاهم والذي طور من مهاراته لتتناسب مع التقنية ومع التطور التقني والذكاء الإصطناعي وغيرها من المهارات هو من يعمل عليها. جميع هذه التطبيقات هي أداه مُساعدة ومساندة لعمل المحاسبين.
في مرحلة التخرج ستتخرج وسيقولون لك، ليس هناك وظائف في سوق العمل؟ سيزيد الهم والضغط عليك مِن مَن حولك، اعرف هالشعور تمامًا.
اجعلها فترة لصالحك، لتقوية مهاراتك، اجعلها مصباحًا منيرًا لك ☆
اعمل على نفسك .. ابدأ بشهادات مهنية، طوّر لغتك، اقرأ في كتب تخصصك ومقالاته، انشئ صفحتك في تطبيق اللينكيد إن وطور من علاقاتك، لا تُكتف يداك وتنتظر الوظيفة أن تطرق الباب عليك!
أي تجربة عصيبة تمر عليك في مسيرتك المهنية هي بمثابة المصباح الذي يُنير لك بعض ما كان خفيًا عنك وكلما كثرت التجارب كثرت المصابيح! التجارب مدارس.
أ. علي الناصر – محاسب قانوني
هذه الدنيا، ليس فيها راحة دائمة بدون تعب ابدًا .. لولا التعب والجهد، ما ذقنا “حلاوة الإنجاز” لولا ساعات الحزن! ما عرفنا طعم ساعات الفرح وهذا طبيعي جدًا لذلك لا تُحمل نفسك فوق طاقتها ابدًا.
تمرُ بك أيام تتنفس من ثقب إبرة، مهامٌ متراكمة ومهام جديدة، وتمر بك أيام أقصى ماتحتار فيه هو لون الورد الذي تشتريه! والثانية زادٌ للأولى
أ. نوف اليحيى – محامية
الناس وما أدراك للناس! د/ وافي عبدالله ذكر في تغريدة له: كل التخصصات ما سلمت من كلام الناس! التخصص الذي تجد نفسك به، هو التخصص اللي يناسبك عِش لنفسك ومستقبلك، لا تعيش للناس!
الذي يقول تخصصك ليس له مستقبل، أخبره بأنك أنت من سيصنع مستقبله. لايوجد تخصص سلم من كلام الناس، يوجد متميزون صنعوا للتخصص مستقبلا.
د. وافي عبدالله – أكاديمي
هنا كلمات قد تُضيء لك الدرب وتُبعد الشك والتشتت من ذهن كل شخص يرى ان المحاسبة بدون مستقبل! من د/ أنور .. له كل التقدير
المحاسبة لغة المال والأعمال فهي اللسان لمن أراد تجارة .. وهي السلاح لمن أراد المال، فهي علم وعمل هي ثقافة وأسلوب حياة وهي منظومة قيم، وهي الحارس الأمين لقطاع الأعمال والقطاع الحكومي والقطاع الثالث، بالنسبة لي كانت ولا زالت نقطة تحول مفصلية في حياتي، هذه المحاسبة باختصار عندي.
د. أنور الحميدي – مستشار مالي
اعتذر جدًا على الإطالة وكثرت الإقتباسات ولكن أرد أن أوضح الصورة الكاملة من أشخاص مختلفين وأثق بهم جدًا.
كما أنه أمر يُحزنني جدًا والله في حالة أن شخص ما ليس لديه أي خلفية كافية عن أي تخصص ويقوم بالإستنقاص منه جهلاً منه وعدم وعي! ويجعل الراغبين في الإلتحاق بهذا التخصص تتشتت أفكارهم! ومن الممكن أن تتغيّر رغباتهم وتخصصاتهم بسبب الكلام الغير قائم على الصحة ابدًا!
حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاه والسلام قال: “قل خيرًا أو اصمت” قل خير؛ قل كلمة تصنع أثرًا حسن؛ قل كلمة تصنّع مستقبل؛ قل كلمة ايجابية يستفيد منها غيرك. انتبه أن تقول كلمه لا تُلقي لها بالاً قد تدّمر حياة مهنية لشخص، لأي تخصص كان. ما دام أنه مُستمتع وسعيد ادع له بالتوفيق ♥︎ !
من تجربة شخصية: لشخص قريب مني كان بتخصص ما، ثم حول هذه السنة لتخصص “تربية فنية” بكل رغبة وحب ☆
ضارب بكلام الناس عَرض الحائط؛ لأنه بكل اختصار وجد نفسه وشغفه وحبه بهذا التخصص، والأكيد أنه واجه صعوبة وكلام سلبي جدًا من الآخرين! ولكن استمتاعه ورغبته وقوته؛ تجعله بكل اختصار لا يسمع له ويعيش ويدرس التخصص الذي يرغب به ✓
ختامًا؛ “مراتب المجد لن يرقى لها ابدًا، من همه الناس ما قالوا وما فعلوا”
وجدت ذاتك؟ استمر واستمتع وثق بنفسك واؤمن بها وبإمكانياتك غدًا؛ أنت من سيصنع الأثر لك ولتخصصك. وستبني مجدك
حفظا الله أحلامنا وأمالنا وشعورنا ورغباتنا من الناس وحديثهم .