من قلب سمر ♡ · الحياة المهنية | Career

لا تستعجل الأحداث قبل أوانها !

نصيحتي الدائمة والبسيطة لكل طالب في المرحلة الجامعية مليئ بالشغف والحماس للمستقبل، وللحياة المهنية وينتابه شعور أنه مُتأخر عن البقية !
حينما يتصفح مباركات الآخرين في منصة التويتر لمُحاسبين حصلوا على الزمالة مؤخرًا .. وحينما يتصفح منصة Linked In ويرى أحدهم توظف في شركة مرموقة وآخر حصل على ترقية ما.
ينتابه شعور أنه لم يعمل شيئ بعد! ويجب عليه أن يحصل على شهادة مهنية الآن (وهو على مقاعد الدراسة) أو عالأقل يبدأ بالمُذاكرة لها.
لا تستعجل مرحلة مابعد التخرج! وأنت في سنواتك الدراسية ..

مذاكرتك لمقررك الدراسي هذا تحضير ضمني للشهادات المهنية لما بعد التخرج، عندما تتخرج ولديك فهم عميق لتخصصك ومعرفة شاملة في جوانبه المهنية .. أنت بهذه الطريقة حضّرت نفسك جيدًا لإختبارات مابعد التخرج.

ولكن!
أن تُهمل دراستك الجامعية وتنظر لمن في مرحلة تسبقك وتقارن نفسك بهم، هذا من الخطأ لأن أساس المقارنة غير مُتكافئ .
أنت ما زلت على مقاعد الدراسة، ولديك الكثير من المهام والمسؤوليات المطلوبة منك في هذه الفترة، ليس من ضمنها أن تكون حاصلاً على شهادة مهنية!

ملاحظة: الشهادات المهنية مثل SOCPA, VAT وغيرها لا تستطيع دخول إختباراتها إلا بالوثيقة الجامعية


لأن ببساطة تأهيلك العلمي غير مُكتمل وأنت مازلت على مقاعد الدراسة، لنفترض أنه كان من المسموح للطلاب الدخول لشهادة الزمالة وهم في المستوى السادس مثلاً !
الزمالة موضوعاتها متقدمة وعميقة وتشمل على جميع مجالات المحاسبة، ولكن الطالب في المستوى السادس هناك مقررات دراسية كثيرة لم يكن قد درسها أو فهمها بعد .. لذلك من المستحيل أن يستطيع النجاح في الإختبار أو التحضير الجيد له !
وينطبق ذلك على محاولة المذاكرة قبل التخرج (بفترة طويلة)
أولاً الشخص غير مكتمل التأهيل العلمي، مثل ما شرحنا سابقًا سيكون هناك الكثير من الموضوعات التي لم تتم دراستها بعد، وربما عند قراءتها أو مذاكرتها يُحبط بأن الشهادة (مستحيلة)! وهي ليست كذلك، فقط لأنها لا تناسبك في هذه المرحلة.
ثانيًا الحقائب الدراسية للمذاكرة تُحدث بشكل مستمر، فربما الشخص يدرس أو يذاكر في مرحلة ما، ويرغب في الإختبار بعدها بسنوات، ليس هناك ما يضمن أن المادة العلمية لن تُحدث أن يضاف لها بعض الموضوعات الآخرى

في مرحلة التدريب التعاوني، غالبًا يكون الطالب انهى جميع المقررات الدراسية، وفقط يتبقى له التدريب، وفي بعض الجامعات يأخذ التدريب من 5-7 أشهر حسب عدد الساعات، في هذه المرحلة إن رغبت في المذاكرة والتحضير لمادة من مواد أي شهادة مهنية ترغب بها، دون الإخلال في التزامك بالتدريب التعاوني وإتمامك لتقرير التخرج .. هُنا يمكنك ذلك .. مع التنويه أنه لا يحق لك الدخول للإختبار إلا في حالة حصولك على وثيقة التخرج

لذلك .. لا تشغل تفكيرك في الشهادات المهنية أو “التحضير لها” في مستويات دراسية تعتبر الأساس لك وينبغي فيها أن تركز على ما هو أهم من ذلك ..
وما هو مطلوب منك عند التخرج وسيسألك من يقابلك في أول مقابلة وظيفية عن ذلك ..

∙ فهمك لتخصصك
∙ سيرة ذاتية مميزة
∙ لغة إنجليزية ممتازة


جميعنا في سنواتنا الجامعية كانت السوكبا حلم لنا ونسعى له بكل حُب وشغف ☆

لكن في كل مرحلة من مراحل حياتك، هناك تفاصيل ينبغي أن تُعطيها جُل اهتمامك ووقتك، ولا تستبق الأحداث!
دراسة وتحضير الشهادات المهنية الكُبرى اسعى له بعد التخرج بكل شغف. لا تُشغل بالك الآن وركّز على المهم!

اتقانك لأساسيات المحاسبة، وفهمها بشكل ممتاز .. فهمك لتصنيف الحسابات، وأنواع القوائم المالية، وبنود القوائم وطريقة ترابطها ببعضها البعض، القيود اليومية وأثرها على القوائم !
اهتم بسيرتك الذاتية واحرص على أن تكون في أفضل صورة، التحق بالأندية الطالبية فهي تصقل شخصيتك وتنمي علاقاتك المهنية، احرص على تطوير لغتك الإنجليزية سوءًا اللغة العامة أو اللغة التخصصية ☆

كل هذه التفاصيل وفهمك العميق لها، يؤهلك للحصول على فرص تدريب تعاوني مميزة، وبالتالي فرصة وظيفية مميزة كذلك.

ملاحظة: في حالات معينة وشهادات معينة سيتم ذكرها في مقالة متخصصة بحول الله، يستطيع الطالب خلال المرحلة الجامعية الدخول لإختباراتها (الجزء الأول منها) ولكن بشروط ! أهمها أن يكون في المستوى الجامعي الأخير.

لذلك كثير من الاستفسارات التي تأتي، والطلاب المرعوبين من المستقبل وتسارع السنوات! فقط لأنه يُقارن نفسه بمن تخرج وحصل على شهادة مهنية، أو ترقى في منصبٍ ما .. ويشعر أنه متأخر عن الركب! لا أنت لست متأخرًا ولا متقدمًا عن أحد .. لكلٍ منا خط سير مناسب له ☆

الأهم أن تُركز على مرحلتك أنت.

استشعر لحظاتك الجامعية ومرحلتك وأيامك فيها، واستمتع بهذه الرحلة
امضِ في الطريق واسعى بكل ما تستطيع من شغف وقوة وعِلم وبقلب موقن بأنك ستحصل على ما تُريد في الوقت الذي الله سبحانه وتعالى يراه مناسبًا لك.
وتذكر أنت تسير وفق توقيتك الخاص كما تُخبرنا لبنى الخميس في الإقتباس ادناه.

وأنت تهم بإغلاق باب منزلك متوجهًا إلى عملك/ جامعتك .. ساعيًا خلف مصدر علمك .. ورزقك .. وماضيًا باتجاه أحلامك وطموحاتك ..
تذكر قبل أن تبدأ بمقارنة قصتك بغيرك ممن تخرج/توظف/تزوج/ أنجب وحظى بلحظات تألقه الخاصة قبلك .. بأنك تسير وفق “توقيتك الخاص”
هذا التوقيت، مهما بدت عقاربه بطيئة .. وساعاته كسولة .. هو ما (يناسبك) اليوم .. وينسجم مع وعيك وظروفك واستعداداتك الذاتية .. فلا ترفضه !
بل اسعَ للأفضل دون أن تقاوم وضعك الحالي، وتمقت توقيت أحداث حياتك .. فما تملكه اليوم هو ما كنت ترجوه البارحة .. فكن ممتنًا .. متصالحًا مع ما أتى .. متفائلاً بما سيأتي.

لبنى الخميس

ما تُريد أن تخبرنا به لبنى هنا أن لكل منا خط سير خاص به، لا أنت بسابقٍ أحد ولا متأخرًا عن أحد، لكل منا ظروفه ومرحلته وأيامه والكثير من الخبايا والقصص خلف حياته كل أحد منا.
لذلك استمتع بأيامك الجامعية على أكمل وجه، وكن ممتنًا لله سبحانه وتعالى أن أكرمك بهذه الفرصة أن تُكمل تعليمك الجامعي، وأن تحصل على شهادة علمية في مجالك الذي تُحب.
وثق تمامًا بالله سبحانه وتعالى وتوكل عليه في كل خطوات حياتك ومراحلك، اعمل الأسباب واجتهد في دراستك وبالمستقبل بحول الله ستجد به ما يسرك ويرضيك ولكل مجتهد نصيب.


“التوتر والقلق، المبالغة في محاولة إثبات الذات للآخرين، الشعور بالذنب بشكل مستمر” غالباً سببها “عقلية السباق” في المقابل، من الممكن مواجهة هذه الأفكار عن طريق تقبل الوضع الحالي، معرفة أن تحقيق أي هدف كبير يأخذ وقت، ومقارنة نفسك بنفسك فقط.

أحمد الردادي

رأي واحد حول “لا تستعجل الأحداث قبل أوانها !

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s