من أهم المراحل الدراسية في حياة أي شخص، هي المرحلة الجامعية لأنها تختلف اختلاف كُلي عن ما تعودنا عليه بالمراحل الدراسية السابقة، وتعتمد كذلك على شخصية الفرد بكل كبير جدًا في إدارة وقته والتعامل مع الضغوطات المختلفة وتحويلها لتفاصيل تساعده على التخرج بأعلى المعدلات ..
هنا في هذه المقالة سأتحدث عن تأثير الجامعة على الفرد، وهل يستطيع الفرد أن يتميز في حال تخرج من جامعة “عادية”؟
نُدرك جميعنا أن هناك اختلافات موجودة في جميع دول العالم في تصنيف الجامعات على أسس عالمية ومحلية وغيرها، كما يصدر سنويًا تصنيفات متعددة للجامعات بناءًا على أسس معينة مثل بيانات الخريجين، ومعدلاتهم، وأماكن وظائفهم وغيرها .. جميعنا لا نختلف على هذا الأمر ولكن حديثي هُنا موجه للأفراد الذين تُجبرهم الظروف على أن يلتحق بجامعة في في مدينته مثلاً، في تخصص يُحبه وربما سينجح به بحول الله | سأتحدث عن تجربتي الشخصية ❤︎
في هذه الفترة تصلني العديد من الإستفسارات كثيرة جدًا فيما يتعلق بهذا الموضوع!
– ما هي برأيك اقوى الجامعات لدراسة تخصص المحاسبة؟
– ماهو الأفضل ما بين الجامعة أ والجامعة ب ؟
– هل يسوى تعب الغربة بعيدًا عن أهلي مثلاً حتى أصبح من خريجين جامعة ما!
جميعنا نعي كما سبق أن ذكرت أن هناك جامعات قوية على مستوى السعودية والعالم العربي أيضًا وحلم كل شخص أن يتخرج منها! لكن هذا ليس دليل ابدًا انك في حال تخرجت من جامعة (أخرى) لن يكون لك نصيب في الوظائف وغيرها .. وظيفتك رزق من رب العباد كُتب لنا قبل ميلادننا ✩
الجامعة القوية “بنظرهم” من الممكن أن لا تتخرج منها بمعدل عالي بالمقابل جامعتك في مدينتك تستطع أن تلتحق بها و تتفوق فيها وتتخرج بمراتب شرف لأن العامل النفسي مهم جدًا جدًا في هذه السنوات.
إذ أن لابد للشخص أن ينظر للموضوع من جميع اتجاهاته وليس من منظور واحد فقط ..
بنظري ارى أن الشخص هو من يصنع نفسه وتخصصه وشهادته و “أسمه” كذلك، هو أيضًا قادر انه يكون شخص قوي وفعّال حتى لو أنه درس في جامعة عادية .. فمن الممكن أن يصنع فرقًا ويُحدث أثرًا لهذه الجامعة من بعده ولخريجيها كذلك، ومن الممكن أن الشركات تتعرف على الجامعة بسبب هذا الشخص!
ثقتك بنفسك فوق كل شيء، نفس العلم و (الأساس) نتعلمه بكل جامعة .. نفس المادة اللي تُدرس في الجامعة أ تُدرس كذلك في الجامعة ب، لكن أين نجد الفرق؟ الفرق في الشخص نفسه، بالشغف، بحب التعلم والإبحار بالمعرفة بالتخصص وكذلك لا أُنكر أثر أعضاء هيئات التدريس في كل الجامعات فهم الخير والبركة مع اختلاف وقوه الأعضاء بين جامعة واخرى.
ثق تمامًا أن كل دكتور باب مكتبه مفتوح لك في أي وقت .. لم تستطيع أن تفهم معلومة ما شُرحت على عجالة! تستطيع أن تسأل عنها في الساعات المكتبية للدكتور، تستطيع أن تبحث وتفهم أكثر وأكثر، جميعنا نعرف أن هناك بعض الجامعات مُقصرة جدًا في جوانب عديدة ولكن هُنا يبرز نجمك .. ولا تُلقي اللوم على الآخرين أو الجامعات أو غير ذلك، أبدأ بنفسك اولاً اجتهد وتوكل على الله ☆
أن تكون سبب في رفعة نفسك اولاً ثم رفع سمعة جامعتك بإجتهادك وعلمك ومعرفتك وتفوقك كذلك.
ايضًا لا بُد أن لا نُهمل أثر الدور النفسي لما له من أثر كبير جدًا على الفرد .. لنفترض شخص بعمر التخرج من الثانوي تغّرب ليدرس في جامعة ما ممكن يكون قادر وينجح هذا عظيم ✓ ، لكن بالمقابل ليس الجميع بنفس “القوة والشخصية” والقدرة على التحمل، لنؤمن بالإختلافات الفردية والمجتمعية بين الأشخاص، في الجانب الآخر ممكن أن يكون الضغط النفسي يؤثر بشكل سلبي جدًا عالشخص وبالتالي تتأثر دراسته ومعدله وتفوقه كذلك .
بالمقابل؛ لو كان بمدينته وبين اهله ومرتاح (نفسيًا) هذا الأمر سيُأثر بشكل كبير على مستواه الدراسي وعلى أدائه ومعدله وغيرها من النقاط الاخرى بمعنى؛ يستطيع انه يحول هذا الموضوع لصالحه بشكل قوي جدًا، وربما يتخرج بمراتب شرف متقدمة ويستطيع وقتها الإلتحاق بـ كُبرى الشركات. ★
للأمانة لا أحب الحديث عن ذاتي كثيرًا؛ لكن الآن مُجبرة حتى أوضح الصورة بشكل كامل .. ولا يشعر البعض أنن أتكلم بشكل غير منطقي .. أنا تخرجت من جامعة تعتبر (ناشئة)! دُفعتي كانت الدفعة الخامسة من خريجي تخصص المحاسبة للطالبات، في أيام التدريب التعاوني؛ تدربت في الرياض وفي كُبرى المستشفيات العسكرية وفي قسم جدًا حسّاس! “قسم الرواتب” ووقتها كُنت أول طالبة من طالبات الجامعة تتدرب خارج المدينة المنورة وفوق مكان مؤثر بهذا الحجم، ولم أشعر لمرة واحدة أن هناك تفضيّل بين طلاب الجامعات؛ حتى وإن كنت من خارج الرياض معدلي ولله الحمد، وشغفي بتخصصي، والرغبة في إني اتعلم واكتسب المزيد من المهارات كانت سبب في قبولي ذلك الوقت ♥︎
بعد تخرجي .. قدمت على شركة من شركات المحاسبة العالمية Big4 ! لم أُرفض بسبب مسمى جامعة! بالعكس كان هذا الأمر لصالحي، في المقابلة الشخصية ذكر لي مدير هُناك هذه العبارة بالحرف الواحد “لم نعلم أن خريجي جامعة طيبه متفوقين لهذا الحد” الحمدلله الحمدلله حينها انتابني شعور عظيم جدًا، كان هذا في عام 2017 م واليوم نُحن في 2020م ومازلت موظفة معهم الحمدلله ♡
وسعيدة جدًا أنني كُنت أول طالبة من طالبة الجامعة وكلية إدارة الأعمال وتتوظف في شركة عالمية من شركات الـ Big4 وفي السنوات التي بعدها تم قبول العديد من الطالبات من نفس الجامعة في نفس الشركة سواءًا في التوظيف أو في التدريب التعاوني. حينها شعرت بشعور أنه بتوفيق من الله اولاً واخيرًا ربما شخصًا بسيط يصنع فرقًا مؤثرًا في يوم من الأيام، الحمدلله ♡
ايًا كان الهدف الذي تريده، ستستطيع أن تصل إليه، لا تُحمل المسؤولية لأمور ثانوية، وتُلقي اللوم على الجميع وتُحبط عزيمتك وتزداد سلبيتك تجاه الأشياء!
رزقك بيد الله وحده، ليس بيد الجامعة ابدًا وليس بيد الدكاترة ولا بيد أحد ابدًا .. ليس هُناك جامعة تُعطيك امتياز على طبق من ذهب، التعب في كل مكان وفي كل الجامعات .. متى ما استشعرت أن الله لن يُضيع لك تعب، وسيُعطيك على قدر نيتك واجتهادتك وعملك سيرتاح ضميرك، وستجتهد من قلبك، فقط اسعى والله بيده تدبير الأمور ♥︎
ذات يوم سألتني طالبة من كلامها واضح أنها تحمل في قلبها هموم الدنيا، تُريد أن تسكن بالسكن الجامعي لجامعة بعيدة عن أهلها، وهي نفسيًا غير متقبلة الأمر أبدًا وليست مقتنعة إنها تتغرب من أجل “مسمى الجامعة”، لكن مُضطره بسبب كلام الناس أن جامعة أفضل من جامعة! اقنعتها ان الرضا والراحة النفسية هي الأهم وأنها تستطيع أن تكون مميزة في جامعتها وتتفوق على أقرانها وربما أن تتخرج بمعدلات عالية جدًا وتنافس حينها على الوظائف المختلفة.
وبعدها بأيام نقرأ خبر أن جامعتها التي في نفس مدينتها، والتي لم تكن مقتنعة فيها، حصلت على إعتماد دولي مهم جدًا وعلى مستوى الجامعات السعودية .. ماشاءالله احيان كثيرة؛ الأمل والقوة بين يديننا، لكن لا نراها بسبب الحديث المُحبط من الناس المحيطة بنا.
لا يهمك مسمى معين، ولا يأثر فيك كلام الآخرين! الدكاتره في جميع جامعتنا على قدر من العلم بإذن الله، استفيد من الكل من نشاطات الجامعة، كن فعّال ومؤثر حتى لو لم يساعدك ويشجعك أحد، كن أنت المُبادر .. واصنع فرق لنفسك ولمن بعدك.
أخيرًا؛ دعونا نؤمن بأنفسنا، وقدراتنا ونُثق بأهدافنا ثقة كاملة ونقاتل حتى نحققها، ولا نجعل أي أحد كائن من ماكان، أن يُشكك فينا وبعلمنا ويُشكك في قدرتنا على الوصول، .. جميعنا نستطيع أن نصل للقمة، ودائمًا تذكر أن “القمة تتسع للجميع“
وايضًا نستودع الله أحلامنا وأهدافنا وأمانينا من تأثير السلبيين والمُحبطين يا الله ♥︎♥︎