ما المحاسبة؟

في احدى المرات سُئلت من طالب مرحلة ثانوية عن تخصص المحاسبة وكانت تلك المرة تحديدًا إجابتي مفصلة تحدثت بها عن هذه المهنة، سأدونها هُنا لعلها تُلهم أحدهم يومًا ما ..

تخصص المحاسبة تخصص واسع جدًا ومتشبع فوق ما يتصوره البعض، مجالاته كثيرة جدًا .. ولكن مشكلة تخصص المحاسبة باختصار هو عدم وجود الوعي الكافي من المجتمع ككل بأهميتها، وهذا ما نسعى له كمحاسبين مبتدئين، في نشر ثقافة المحاسبة وأهميتها بالمجتمع ككل.

أقصد بذلك محدودية التفكير لدى البعض لأى شخص يرغب في دراسة تخصص المحاسبة في سؤاله سؤال مباشر! هل ستصبح كاشير؟
هذه الفكرة البدائية الخاطئة جدًا عن التخصص هيا السبب في عدم وجود خليفة عن التخصص لدى المجتمع للأسف.
المحاسبة أمرها بعيد جدًا جدًا عن مدخلين البيانات “الكاشير” ولا استنقاصًا بهم.

من المعروف أن في المملكة كم هائل وفضيع جدًا من الشركات سواءًا الصغيرة أو المتوسطة أو حتى كبيرة الحجم، كل هذه الشركات “مُلزمة” بقوة النظام في كل عام بنشر قوائمها المالية، ايضًا يجب على معظم الشركات بمراجعة قوائمها المالية من قبل “محاسب قانوني معتمد”

ماذا نعني بـ محاسب قانوني معتمد؟
بمعنى أنه لابد من أن مُعدي القوائم المالية مختلفين عن مراجعيين القوائم المالية، وتُراجع هذه القوائم وتوقع من قبل المحاسب القانوني المعتمد وهو شخص حاصل على شهادة بكالوريوس في المحاسبة وشهادة الزمالة السعودية SOCPA والتي تؤهله للتوقيع على تقرير المراجعة.وذلك لإضفاء ثقة على القوائم المالية وأنها قوائم معتمدة وتخلو من الأخطاء الجوهرية والمظللة.

ولك أن تتخيل أن مكاتب المحاسبة في المملكة لم تتعدى 200 مكتب تقريبًا تراجع على كثير جدًا من الشركات .. وما زال السوق بحاجة لمحاسبين مؤهلين تأهيلاً مناسبًا لسد هذا العجز في المهنة.

ولكن لابد أن يتبادر لذهنك سؤال الآن، ماذا يدرس طالب المحاسبة؟

جُل ما تركز عليه دراسة المحاسبة هي التسجيل الصحيح والدقيق للعمليات التجارية في دفاتر الشركة، بمعنى ندرس كيف يتم إعداد القوائم المالية وهي ثابته في كل الشركات: “قائمة المركز المالي، قائمة الدخل (الربح والخسارة)، قائمة التدفقات النقدية، قائمة التغيرات في حقوق الملكية”
هذه القوائم تُعد بشكل سنوي وبعض الشركات تُعدها بشكل ربع سنوي كمتطلب إلزامي.

ندرس ايضًا كيف تقييم الشركة، ماذا لها وماذا عليها؟ ماهي إيراداتها وماهي مصروفاتها؟ ماهي أصول الشركة الدائمة وماهي إلتزاماتها ورأس المال؟
تفاصيل تحليلة منطقية نراها كمحاسبين ممتعة جدًا هذا الجانب الأول المبسط.

ومن مجالات المحاسبة ايضًا في سوق العمل، مجال المراجعة الخارجية مثل ماذكرت سابقًا أن يقوم العاملين في مجال المراجعة بمراجعة القوائم المالية للشركة والتأكد من خلوها من الأخطاء الجوهرية
وذلك بإصدار تقرير المراجع المعتمد، ويستطيع خريج المحاسبة الوصول لهذا المنصب وفتح مكتب محاسبة خاص به، وذلك بعد حصوله على شهادة الزمالة السعودية للمحاسبين القانونيين سوكبا SOCPA
والتي تؤهل حاملها على مراجعة القوائم المالية وتوقيعها.

وكذلك شهادة الزمالة بصفة عامة مهمة جدًا جدًا وليست حصرًا على مجال المراجعة الخارجية، لأنها شهادة شاملة وكبيرة ولها ثقلها في سوق العمل.

أجمل مافي تخصص المحاسبة، فرص تطويره كثيرة جدًا وشهاداته المهنية ايضًا كثيرة.
بمعنى أن من يرغب في العمل في مجال البنوك والتحليل المالي والأوراق المالية له شهادات خاصة بهذا المجال.
ايضًا مجال المراجعة الداخلية له شهادات خاصة به
وكذلك مجال الزكاة والضريبة توجد شهادات مهنية يتقدم لها الشخص بعد الإنتهاء من مرحلة البكالوريوس وذلك لزيادة التطوير والعلم في كل مجال.

في الدراسة الجامعية ندرس أساسيات ماتم ذكره سابقًا بالتفصيل وبشكل يؤهل الخريج لسوق العمل.
واخيرًا دعونا نتذكر، أن الشخص هو الذي يطور من نفسه ولا يحكمه تخصص أو جامعة أو بيئة!
بالوقت الذي تجد فيه شغفك في المحاسبة أو في غيرها تمسك بهذا الأمل والشغف.
وانت اصنع الفرق لذاتك، ولتخصصك وتذكر!
نحن من نصنع مستقبل تخصصاتنا وليس العكس .